هنا مسقط الرأس
هنا بدأت أول الأنفاس
هنا فرحت الأم والاب والناس
في هذا المكان بالتحديد وفي ليلة الجمعة في تمام الساعة الثانية ليلاً وفي فصل الشتاء وحسب رواية والدتى أطال الله في عمرها ولدت ، وانطلقت أول انفاسي وهنا ترعرعت وتسلقت هذا الجبل الشاهق ، ولازلت أتذكر بعض المواقف الرائعة لجدتى وجدي رحمهما الله .
هنا بدأت الحياة بأول النبضات
رحل الأجداد والجدات ... ، لقد تركوا هذه الدنيا ، تركوها وهي تحكي لنا عنهم في كل نواحيها ... تحكي لنا أن قوماً بل أقوام كانوا هنا... ، إنها حقاً على جدار الزمن بصمات... لهجة ومقتنيات ... وثائق وتقاليد وعادات... كلها وغيرها تعكس نمط حياة ... ، أتمشى في ارض أجدادي أنام في مكان مرقدهم ، أتصفح وثائقهم ، أقلب مقتنياتهم ، أعيش من حين لأخر لحظة من أروع اللحظات ، أكون عندها أسعد حال ، أهناء بال ، أعيش لوحدي لحظات ... أفكر هل أستظل جدي بظل هذا النبات ... هل حلم بنا أحفاد وحفيدات ... ليتني أكتشف الذكريات ... ، سألت جدتي عن معنى الكلمات ، قالت ضاعت وصانعها مات ، عصر أزدهر وفات ، هنا جدك كان يحاكي أباك ... هناك في القمر معنا كان يسهر الليلات... هذا حذائه هذه داره هذا مسرح الذكريات ... ...هذه سبحته هذه سجادته هنا صلى بنا أوقات ... هنا كان يضع فراشه ... هنا قدماه هنا رأسه هنا كان يضع فأسه ... من هذا التراب عشنا ... من ذاك البئر روينا عطشنا ... هنا ..هنا ...هنا جدك مرض ومات .